ترمي بشرر 
.أحداث الرواية تقع في مدينة جدة، وتغطي فترة الأربعين سنة الماضية، وتنتهي مع اليوم الأول من العام الهجري الحالي 1430
من أجواء الرواية نقرأ: «هل تحرزنا، وحذرنا مما في الأرض، بقينا مما يلقى علينا من السماء! هذه هي الحكمة العظيمة التي تعلمتها! وبسببها لم أحاذر بقية حياتي من أي دنس يعلق بي، سعيت في كل الدروب القذرة وتقلّدت سنامها، سمة القذارة هذه هي التي أدخلتني القصر، عندها لم يعد من مناص سوى البقاء مغموراً في دناستي لأتعلم حكمة أخرى: «كل كائن يتخفى بقذارته، ويخرج منها مشيراً لقذارة الآخرين!». حكمة متواضعة اصطدم بها يومياً، ولا يريد أحد ممن يتسربل بها الاقتناع بممارسته للغباء، لذلك أجد في تذكرها ممارسة لغباء إضافي
في ليالي القصر الصاخبة تتزاحم السيارات الفارهة في المواقف الداخلية، ويتحول الخدم ببزاتهم المزركشة إلى كائنات غير مرئية، وهم يتنقلون بين المدعوين بالمشروبات، والفواكه، والحلويات ذات الأصناف، والأشكال المتنوعة، يتحركون من غير أن تمسهم عيون الحضور، الليل صاخب، والنساء أحرقن أطرافه بهز قدودهن، وغنجهن الفائر، والرؤوس ثقلت، وبقيت الكلمات المعجونة تستعر على لهيب شهوة مؤجلة»
رواية غريبة وموضوعها مبتكر وخارج عن المألوف ويحسب للمؤلف جرأته على تناول موضوع يتضمن كثيرا من التابوهات غير المعتادة فى الأدب العربي خصوصا الجنس والعنف وخصوصا أن أحداث الرواية تدور فى مجتمع يفترض أنه شديد المحافظة. ومع ذلك يحسب له أيضا أنه لم ينزلق إلى كتابة رواية مبتذلة رغم أن الموضوع يمكن أن يغري بذلك. و حتى لو كان ذلك راجعا لخوف من الرقابة على النشر فإن قدرته على كتابة رواية مليئة بالتابوهات بدون الحديث المباشر الفج عنها يعتبر ميزة كبيرة.الفصول الأولى أعجبتنى كثيرا وشخصية البطل موصوفة بعناية
تستحق البوكر..هذا هو انطباعي بعد قراءتها رغم أني لم أرتج كثيراً للملحق الذي وضعه عبده خال في آخر الرواية للتدليل على صدق روايته..فالصدق ينشع من جدران الكلمات والحروف طيلة الوقت بغير حاجة إلى دليل..هي قصة الظلم والظلمة في كل العصور لكنها القصة الحقيقية..فما من بشري ظالماً كان أم مظلوماً إلا وله قلب يخفق بين جنبيه وضمير يكدر عليه مكاسبه التي يظن أنه اقتنصها على علم عنده..أتعجب كثيراً من جرأة الرواية..لا أقصد اقتحامه لتابوه (الجنس) بالذات في مجتمع معروف بالتزامه وتشدده لكني أقصد مجتمع المل والسلطة

لكي تقرأ هذه الرواية لا بد أن تتحلى بالشجاعة شجاعة أن تتخلى عن الصورة الملائكية التي ترسمها لنفسك وتواجه حقيقة أن لك أنت أيضاً خطايا وبداخلك قاذورات كل من هاجم هذه الرواية هاجم القبح ودناءة بطل الرواية وأنا أرد عليهم بالمقولة المنسوبة للسيد المسيح : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ..أو كما يقول صاحب الرواية : السقوط هو القانون الأزلي وكلنا ساقط لكن لا أحد يتنبه لنوعية السقوط الذي يعيش فيه. ..نعم تحلى بالشجاعة واعترف أنك لست ملاكاً كل منا له سقطة عميقة لا يعرف قرارها إلا هو .. ـ..ـ..ـ..ـفي
أظنها واحدة من الروايات التي لن أنساها بسهولة عميقة جدا كالبحر الذي يصفه عبده خال في صفحاته الأولى الأحداث فيها أجبرتني على الجلوس دون حراك لساعات علِّي أفهم العلاقات المتداخلة والمشاعر المختلطة رواية تُذكرني بـ قذارة الحياة وكأنني أحتاج لـ تذكير كهذالا أدري لما تخيلت أثناء قراءتها أن الأزقة مبللة ورائحتها بشعة جداوالقصر الكبير ما هو إلا قفص تفقد عند بوابته انسانيتك تحدث عبده خال في رواياته عن أشياء كثيرةعن أمور قد ننكر وجودها رغم كل الدلائل التي تؤكد على حضورها في مجتمعاتنا المغلقةفيها القسوة
هذه هي الرواية الصاعقة. من بدءها من الإهداء تصعق القارئ: "لها ولبقية من عصفتُ بهم في طريقي ينداح هذا البوح القذر" ثم لا يعطيه الراوي مهلة ليلتقط أنفاسه بل يقطع حدقتيه بهذا السطر الحاد: "خسئت روحي فانزلقتُ للإجرام بخطى واثقة" ليفاجأ القارئ "بعتبة أولى" شائكة يعبرها لاهثا لا تكاد وخزة توجعه حتى ينتفض بوخزة جديدة من مثل:"كنت كالطائرة الورقية أحلق في الفضاء و خيط رفيع يمسكني به وبمجرد جذبه إليه أهوي و أكون معفرا بالتراب منتظرا لحظة أخرى ليرفعني في مواجهة الريح لأحلق عاليا"و أثناء ذلك يسوي الراوي
لماذا توقف القلم عن الكتابة عن الفضيلة عن الاخلاق عن العفة. لما اصبحت الاقلام تبحث عن الشاذ و المختلف و المعيب. فرق كبير ما بين مواجهه البذاءه أو اعلانهاالكاتب هنا طرح الجزء الملوث من مجتمع و المجتمع كجسد الانسان به اجزاء نقية و اجزاء ملوثة و لكن غرضها تنقيته مثل الكليةو المثانة فان اختل اداء هذا الجزء افسد الجسد كاملاً. لا بد ان ينتهج الاعلام شيئا اخر غير نشر الجزء السيئ لغرض الاثارة فقط اذكر عندما كنت صغيرا كنت لا اعرف عن مصر الا الراقصات و المخدرات و لكن حين زرتها و ٌقرأت كتاب اعلامها مثل
عبده خال
Paperback | Pages: 416 pages Rating: 3.54 | 2885 Users | 603 Reviews

Itemize About Books ترمي بشرر
Title | : | ترمي بشرر |
Author | : | عبده خال |
Book Format | : | Paperback |
Book Edition | : | الطبعة الأولى |
Pages | : | Pages: 416 pages |
Published | : | March 2009 by منشورات الجمل (first published 2009) |
Categories | : | Novels. Fiction. Literature. Unfinished |
Narration Conducive To Books ترمي بشرر
صدرت للروائي عبده خال رواية جديدة بعنوان «ترمي بشرر...» عن دار الجمل، وفيها يخوض صاحب «الموت يمر من هنا» موضوعاً جديداً، بطريقة ورؤية مغايرتين لا تخلو من جرأة.أحداث الرواية تقع في مدينة جدة، وتغطي فترة الأربعين سنة الماضية، وتنتهي مع اليوم الأول من العام الهجري الحالي 1430
من أجواء الرواية نقرأ: «هل تحرزنا، وحذرنا مما في الأرض، بقينا مما يلقى علينا من السماء! هذه هي الحكمة العظيمة التي تعلمتها! وبسببها لم أحاذر بقية حياتي من أي دنس يعلق بي، سعيت في كل الدروب القذرة وتقلّدت سنامها، سمة القذارة هذه هي التي أدخلتني القصر، عندها لم يعد من مناص سوى البقاء مغموراً في دناستي لأتعلم حكمة أخرى: «كل كائن يتخفى بقذارته، ويخرج منها مشيراً لقذارة الآخرين!». حكمة متواضعة اصطدم بها يومياً، ولا يريد أحد ممن يتسربل بها الاقتناع بممارسته للغباء، لذلك أجد في تذكرها ممارسة لغباء إضافي
في ليالي القصر الصاخبة تتزاحم السيارات الفارهة في المواقف الداخلية، ويتحول الخدم ببزاتهم المزركشة إلى كائنات غير مرئية، وهم يتنقلون بين المدعوين بالمشروبات، والفواكه، والحلويات ذات الأصناف، والأشكال المتنوعة، يتحركون من غير أن تمسهم عيون الحضور، الليل صاخب، والنساء أحرقن أطرافه بهز قدودهن، وغنجهن الفائر، والرؤوس ثقلت، وبقيت الكلمات المعجونة تستعر على لهيب شهوة مؤجلة»
Identify Books As ترمي بشرر
Original Title: | ترمي بشرر |
Edition Language: | Arabic |
Literary Awards: | الجائزة العالمية للرواية العربية (أي باف) / International Prize for Arabic Fiction (IPAF) (2010) |
Rating About Books ترمي بشرر
Ratings: 3.54 From 2885 Users | 603 ReviewsCommentary About Books ترمي بشرر
هناك من دعاني لقراءة هذه الرواية في معرض مقارنتها بالخبز الحافي لمحمد شكري فاستجبت للدعوة حتى استطيع الجزم ايهما متمكن من اللغة الماجنة بعد القراءة أقول أنه في ما يتعلق بالأحداث "تفوق" عبده الخال أما في ما يتعلق باللغة الماجنة "تفوق" محمد شكري فعبده الخال حاول تجميل لغته ما استطاع لكنه لم و لن يستطع لجم خيالنا عن تخيل الأحداث , فلنمر سريعا بأبرز ما جاء في هذه الرواية.ترمي بشرر جمعت كل ما يمكن أن يخطر في البال من موبقات و محظورات في رواية واحدة جاء الحديث على لسان طارق فاضل الرجل الخارج منرواية غريبة وموضوعها مبتكر وخارج عن المألوف ويحسب للمؤلف جرأته على تناول موضوع يتضمن كثيرا من التابوهات غير المعتادة فى الأدب العربي خصوصا الجنس والعنف وخصوصا أن أحداث الرواية تدور فى مجتمع يفترض أنه شديد المحافظة. ومع ذلك يحسب له أيضا أنه لم ينزلق إلى كتابة رواية مبتذلة رغم أن الموضوع يمكن أن يغري بذلك. و حتى لو كان ذلك راجعا لخوف من الرقابة على النشر فإن قدرته على كتابة رواية مليئة بالتابوهات بدون الحديث المباشر الفج عنها يعتبر ميزة كبيرة.الفصول الأولى أعجبتنى كثيرا وشخصية البطل موصوفة بعناية
تستحق البوكر..هذا هو انطباعي بعد قراءتها رغم أني لم أرتج كثيراً للملحق الذي وضعه عبده خال في آخر الرواية للتدليل على صدق روايته..فالصدق ينشع من جدران الكلمات والحروف طيلة الوقت بغير حاجة إلى دليل..هي قصة الظلم والظلمة في كل العصور لكنها القصة الحقيقية..فما من بشري ظالماً كان أم مظلوماً إلا وله قلب يخفق بين جنبيه وضمير يكدر عليه مكاسبه التي يظن أنه اقتنصها على علم عنده..أتعجب كثيراً من جرأة الرواية..لا أقصد اقتحامه لتابوه (الجنس) بالذات في مجتمع معروف بالتزامه وتشدده لكني أقصد مجتمع المل والسلطة

لكي تقرأ هذه الرواية لا بد أن تتحلى بالشجاعة شجاعة أن تتخلى عن الصورة الملائكية التي ترسمها لنفسك وتواجه حقيقة أن لك أنت أيضاً خطايا وبداخلك قاذورات كل من هاجم هذه الرواية هاجم القبح ودناءة بطل الرواية وأنا أرد عليهم بالمقولة المنسوبة للسيد المسيح : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ..أو كما يقول صاحب الرواية : السقوط هو القانون الأزلي وكلنا ساقط لكن لا أحد يتنبه لنوعية السقوط الذي يعيش فيه. ..نعم تحلى بالشجاعة واعترف أنك لست ملاكاً كل منا له سقطة عميقة لا يعرف قرارها إلا هو .. ـ..ـ..ـ..ـفي
أظنها واحدة من الروايات التي لن أنساها بسهولة عميقة جدا كالبحر الذي يصفه عبده خال في صفحاته الأولى الأحداث فيها أجبرتني على الجلوس دون حراك لساعات علِّي أفهم العلاقات المتداخلة والمشاعر المختلطة رواية تُذكرني بـ قذارة الحياة وكأنني أحتاج لـ تذكير كهذالا أدري لما تخيلت أثناء قراءتها أن الأزقة مبللة ورائحتها بشعة جداوالقصر الكبير ما هو إلا قفص تفقد عند بوابته انسانيتك تحدث عبده خال في رواياته عن أشياء كثيرةعن أمور قد ننكر وجودها رغم كل الدلائل التي تؤكد على حضورها في مجتمعاتنا المغلقةفيها القسوة
هذه هي الرواية الصاعقة. من بدءها من الإهداء تصعق القارئ: "لها ولبقية من عصفتُ بهم في طريقي ينداح هذا البوح القذر" ثم لا يعطيه الراوي مهلة ليلتقط أنفاسه بل يقطع حدقتيه بهذا السطر الحاد: "خسئت روحي فانزلقتُ للإجرام بخطى واثقة" ليفاجأ القارئ "بعتبة أولى" شائكة يعبرها لاهثا لا تكاد وخزة توجعه حتى ينتفض بوخزة جديدة من مثل:"كنت كالطائرة الورقية أحلق في الفضاء و خيط رفيع يمسكني به وبمجرد جذبه إليه أهوي و أكون معفرا بالتراب منتظرا لحظة أخرى ليرفعني في مواجهة الريح لأحلق عاليا"و أثناء ذلك يسوي الراوي
لماذا توقف القلم عن الكتابة عن الفضيلة عن الاخلاق عن العفة. لما اصبحت الاقلام تبحث عن الشاذ و المختلف و المعيب. فرق كبير ما بين مواجهه البذاءه أو اعلانهاالكاتب هنا طرح الجزء الملوث من مجتمع و المجتمع كجسد الانسان به اجزاء نقية و اجزاء ملوثة و لكن غرضها تنقيته مثل الكليةو المثانة فان اختل اداء هذا الجزء افسد الجسد كاملاً. لا بد ان ينتهج الاعلام شيئا اخر غير نشر الجزء السيئ لغرض الاثارة فقط اذكر عندما كنت صغيرا كنت لا اعرف عن مصر الا الراقصات و المخدرات و لكن حين زرتها و ٌقرأت كتاب اعلامها مثل
0 Comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.